رجل إماراتي يبلغ من العمر 82 عامًا، خضع لإجراء قسطرة قلبية في مستشفى العين، تعرض لتثقب في الشريان التاجي أثناء القسطرة القلبية. قمنا بإجراء طارئ تمثل بوضع دعامة مغلفة وأغلق الثقب، لكن للأسف، اصيب المريض باندحاس قلبي حاد تطلب إدخاله إلى وحدة الإنعاش. في البداية تم تصريف 100 مل من الدم من التامور عبر الجلد، لكن حالة المريض لم تتحسن ودخل في صدمة قلبية. تم تنبيبه وإدخال مضخة البالون الأبهري مع دعم مكثف بالأدوية المحفزة للقلب.

تم تحويل المريض لإجراء جراحة قلب طارئة وتصريف الاندحاس القلبي، أظهرت سيرته الطبية امراض القلب الإقفارية، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين سابقاً، مع ذبحات صدرية غير مستقرة حديثة. دخل الى مستشفى العين ألم في الصدر يعاني من نوبة قلبية ذات ST غير مرتفع وخضع سابقًا لتصوير للأوعية التاجية في عام 2019 والذي أظهر مرض الاوعية الدموية المزدوجة وأجريت له عملية توسيع الشرايين التاجية الأمامية الهابطة والشرايين المنعطفة بالدعامات. هذه المرة، وبسبب الذبحة الصدرية غير المستقرة، أجرينا تصوير تشخيصي للأوعية لدراسة احتمالية التدخل العلاجي. عند دخوله إلى مستشفانا، كان في حالة صدمة قلبية، يتلقى جرعة قوية من الأدوية المحفزة، وعلى جهاز التنفس الصناعي، ومضخة البالون الأبهري، وكان يعاني من ضعف ديناميكية الدم. أظهر تخطيط صدى القلب في غرفة العمليات اندحاس قلبي كبير، وكسر قذفي بنسبة 25%، وضعف في حركة الجزء القمي والحاجز، وصمام أبهري متكلس ووجود آثروما كبيرة متحركة في القوس الأبهري البعيد. اتخذ قرار إجراء جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي الطارئة وتصريف التامور، عند فتح التامور، تم تصريف حوالي 200 مل من الدم وتحسنت ديناميكية الدم، نظرًا لوجود آثروما كبيرة متحركة في القوس الأبهري، اتخذ قرار إجراء تطعيم الشريان التاجي بقلب نابض دون اللجوء الى جهاز المَجَازَة القَلْبِيَة الرِئَوِيّة، عند فتح الشريان التاجي الأمامي الهابط (LAD)، عُثر على جلطات حديثة في كل من المناطق البعيدة والقريبة. أدخِلَ بالون فوغارتي حجم 3 للقسطرة إلى كلا المنطقتين البعيدة والقريبة من الشريان للتخلص من الجلطات، ثم تم إجراء تطعيم وريد صافي واحد للشريان التاجي الأمامي الهابط (LAD)، استمر المريض على مضخة البالون الأبهري وعلى الحصول على الأدوية المحفزة مع استقرار ديناميكية الدم، أزيلت جميع الدعامات في اليوم الثاني بعد الجراحة وأزيلت مضخة البالون الأبهري. تم إخراجه من المستشفى في اليوم الثاني عشر بعد الجراحة بدون أي مضاعفات.

المناقشة

انثقاب الشريان التاجي أثناء التدخلات القلبية يعتبر من المضاعفات النادرة في العصر الحالي بفضل الأدوات المتقدمة، وإجراءات السلامة، خفض أطباء القلب ذوي الخبرات العالية من حدة المضاعفات إلى أقل من 0.3%، ولكن عند حدوثها، وفي حال فشل الإجراءات التدخلية الأخرى، فإن العلاج الجراحي هو الخيار الوحيد امامهم، ولهذا السبب، يجب أن يكون الفريق الجراحي والمرافق له متاحاً خلال وقت قصير لإنقاذ حياة المريض.

تثقب الشريان التاجي أثناء تصوير الأوعية التاجية – التحديات الجراحية