استئصال بطانة الشريان التاجي المتعدد في حالة مرض الشريان التاجي المنتشر والمعقد

مريض يبلغ من العمر 53 عامًا، مصاب بارتفاع ضغط الدم، فرط شحميات الدم، ومرض السكري من النوع الأول، جاء إلى المستشفى يعاني من ألم حاد في الصدر. بعد الفحص الأولي، تم تشخيص النوبة القلبية غير المرتبط بارتفاع مقطع ST. أظهر تصوير الأوعية التاجية وجود مرض الشريان التاجي الثلاثي الشديد مع انسداد كلي مزمن في الشريان الأمامي النازل الأيسر، وتضيقات منتشرة في الشريان المنعطف الأيسر والشريان التاجي الأيمن. تم تحويله لإجراء جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي.

الإجراء الجراحي

بعد التقييم الأولي، خضع المريض لجراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي مع استخدام جهاز المَجَازَة القَلْبِيَة الرِئَوِيّة. تم اكتشاف مرض منتشر في الشريان الأمامي النازل الأيسر (LAD) مع تجويف يقل عن 1 مم، مما استدعى إجراء استئصال يدوي طويل مغلق للبطانة في الأقسام القريبة والمتوسطة والبعيدة من الشريان. تم توصيل الشريان الثديي الداخلي الأيسر إلى الجزء البعيد من الشريان الأمامي النازل الأيسر (LAD). عثر على تكلس منتشر مع تجويف ضيق جدًا في الفرع الحدي المنفرج من الشريان المنعطف الأيسر، مما استدعى إجراء استئصال آخر مغلق للبطانة اخرى من هذا الوعاء الدموي، تلاه توصيل رقعة وريدية ومن ثم وضع ثلاث رقع وريدية إضافية للشريان النازل الخلفي، والفرع الخلفي الجانبي، والفرع القطري بعد استئصال البطانة من تلك الأوعية. وضع المريض على مضخة البالون الأبهري لمدة 24 ساعة. تعافى المريض بشكل جيد بعد العملية دون أي أحداث إقفارية أو عدم استقرار ديناميكي دموي. وخرج من المستشفى في اليوم السادس بعد العملية مع وصف مضادات الصفيحات ومضادات التخثر بالإضافة إلى الأدوية الروتينية بعد الجراحة.

المناقشة

لا يمكن معالجة مرض الشريان التاجي المنتشر (CAD) بالتدخلات التاجية عن طريق الجلد، ومن المرجح أن يتم تحويله لجراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي (CABG). ومع ذلك، فإن ما يصل إلى 25% من المرضى الذين يعانون من مرض الشريان التاجي المنتشر لا يمكن علاجهم بأمان ونجاح بواسطة جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي التقليدية. لذلك، طورت عدة تقنيات على مر السنين، بما في ذلك استئصال بطانة الشريان التاجي، التي تتضمن إزالة النواة التصلبية من تجويف الشريان التاجي عبر شق شرياني. على الرغم من النتائج السلبية الأولية (ارتفاع معدل الوفيات الجراحية والنوبة القلبية خلال العملية)، أظهرت عدة منشورات حديثة أنه يمكن إجراء العملية بأمان مع تحسين التقنية الجراحية واتخاذ التدابير المضادة للتخثر مباشرة بعد الجراحة. يمكن لاستئصال بطانة الشريان التاجي أن يضمن إعادة التوعية الكاملة، مما يمنع الإقفار المتبقي. لقد وصفنا مريضًا نجحنا معه في إجراء عدة استئصالات ناجحة للبطانة.

خيارات مرض الشريان التاجي المنتشر