مريضة تبلغ من العمر 43 عامًا، أصيبت بحمى روماتيزمية خلال فترة الطفولة، أتت تعاني من تفاقم تدريجي في ضيق التنفس عند بذل الجهد، خفقان، وألم في الصدر حديث العهد. خضعت سابقاً لعملية توسعة الصمام التاجي بالبالون عن طريق الجلد منذ خمسة عشر عامًا بسبب تضيق الصمام التاجي. لم تكن لديها أي سيرة مرضية مهمة أخرى.

أظهر الفحص السريري نفخة انبساطية متوسطة في قمة القلب، وأظهر تخطيط صدى القلب تضيقًا شديدًا في الصمام التاجي، حيث بلغت مساحة الصمام التاجي 1.0 سم² مع تكلس شديد في الوصلات وسمك كبير في الوريقات، كما أظهر تصوير الشرايين التاجية قبل الجراحة وجود الشريان الأمامي النازل الأيسر (LAD) داخل عضلة القلب مع جسر عضلي يسبب ضغطًا انقباضيًا وانبساطيًا، أما الشرايين التاجية الأخرى كانت طبيعية.

الإجراء الجراحي

خضعت المريضة لاستبدال الصمام التاجي باستخدام صمام ميكانيكي ثنائي الوريقات Carbomedics بحجم 27 مم. كما أجريت عملية قطع فوق الشريان التاجي مع إزالة جسر العضلات وتشريح عضلة القلب المغلفة فوق الشريان الأمامي النازل الأيسر (LAD). بعد تحديد موقع الشريان الأمامي النازل الأيسر بالقرب من قمة القلب، كُشِفَ الجزء القريب من الشريان عن طريق قطع العضلات والدهون معًا باستخدام مقص بوتس، مع الحفاظ على الشفرة السفلية للمقص على السطح الأمامي للشريان لتقليل احتمالية إصابة الفروع القطرية والدخول في تجويف البطين الأيمن، ثم تم تخييط كل حافة، بما في ذلك العضلات والدهون بالكامل، بخيط مستمر باستخدام البرولين 6-0، بدأت الخياطة من الطرف البعيد بطريقة مستمرة وصولاً إلى الطرف الآخر، وتمت الخياطة بطريقة مشابهة في الاتجاه المعاكس. كررت العملية على الجانب الآخر أيضاً. فُصِلَت المريضة عن جهاز المَجَازَة القَلْبِيَة الرِئَوِيّة وكان التخطيط الكهربي لقلبها طبيعي وكانت الديناميكا الدموية مستقرة. تعافت المريضة بشكل جيد بعد العملية وخرجت من المستشفى في اليوم السابع بعد الجراحة.

المناقشة

تُعد الجسور العضلية القلبية (MB) من الأمراض المعروفة، لكنها نادرًا ما تُلاحظ، حيث تدخل الشرايين التاجية الكبيرة عبر الأنسجة عضلية بدلاً عن الجري فوقها. ترتبط هذه الحالة بنقص في تروية عضلة القلب، والنوبات القلبية، وعدم انتظام ضربات القلب، والموت المفاجئ. يُعتقد أن هذه الحالة هي سبب النوبات القلبية بينما تكون الشرايين التاجية طبيعية لدى بعض المرضى. تستخدم الجراحة لتصحيح الجسور العضلية وزيادة تدفق الدم التاجي. عملية قطع العضلات فوق الشريان تعالج الخلل الفسيولوجي والخلقي وتصححها. وصِفَت العديد من التقنيات وكل منها لها مزاياها وعيوبها. المشاكل التي يمكن أن تواجهها أثناء كشف الشريان الأمامي النازل الأيسر داخل عضلة القلب تشمل (1) إصابة الفروع القطرية أو الشريان الأمامي النازل الأيسر نفسه و (2) الدخول الى تجويف البطين الأيمن. هنا نصف تقنيتنا الفريدة التي تتعامل مع هذه المخاطر بشكل فعال، ويمكن استخدام هذه التقنية أيضًا في جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي التقليدية باستخدام جهاز المَجَازَة القَلْبِيَة الرِئَوِيّة أو في عمليات فتح مجرى جانبي للشريان التاجي بدون مضخة، إضافة إلى ذلك، تساعد هذه التقنية في السيطرة على النزيف من الحواف المقطوعة.

الجسور العضلية القلبية – متى يتم التدخل الجراحي