مريض يبلغ من العمر 31 عامًا، اتى مع تاريخ من ضيق التنفس عند المجهود وألم في الصدر (الفئة الثالثة حسب تصنيف NYHA)، وتم تشخيص ضيق شديد وارتجاع في الصمام الأبهري، وتضيق معتدل إلى شديد في الصمام التاجي وتضيق في الصمام ثلاثي الشرفات. بعد الاستقرار الأولي وتحسن الأعراض، خضع المريض لتصوير للأوعية التاجية الذي أظهر أن الشرايين التاجية طبيعية. حُدِد موعد لجراحة الصمامات الثلاثية.

الإجراء الجراحي

خضع المريض لجراحة الصمام الثلاثي التي تضمنت استبدال الصمام الأبهري بصمام صناعي من نوع carbomedics حجمه 21 ملم، واستبدال الصمام التاجي بصمام صناعي من نوع carbomedics حجمه 25 ملم، وترميم الصمام ثلاثي الشرفات باستخدام حلقة MC3 حجمها 30 ملم. تعافى المريض بشكل جيد بعد الجراحة وخرج من المستشفى بعد أسبوعين.

المناقشة

تعتبر أمراض القلب الروماتيزية سببًا مهمًا لعمليات القلب في الدول النامية وتشكل جراحات صمامات القلب لمرض القلب الروماتيزمي نسبة كبيرة من جراحات الصمامات. يُعتبر استبدال الصمامات الثلاثية (TVR) خيارًا معقدًا وصعبًا لمرض القلب الروماتيزمي (RHD) تصاحبها معدلات وفاة ومرض عالية. يكمن التحدي أمام الجراحين خلال إجراء الجراحات الطويلة التي تشمل استخدام جهاز المَجَازَة القَلْبِيَة الرِئَوِيّة (CPB) ونقص في تروية عضلة القلب. معدل الوفيات المبلغ عنه داخل المستشفى يتراوح بين 10-12%. يعود الفضل في تحسين إحتمالية النجاة خلال الفترة الاولية بعد إجراء جراحات الصمامات الثلاثية إلى تطور تقنيات حماية عضلة القلب وتقنيات جهاز المَجَازَة القَلْبِيَة الرِئَوِيّة، واستخدام صمامات الجيل الجديد، وتحسين التقنيات الجراحية إلى جانب تطور رعاية ما قبل وبعد العملية، كما أن ازدياد الخبرة في إجراء جراحات الصمامات الثلاثية، والتقدم في علاج فشل القلب بعد الجراحة، والمتابعة المكثفة للمرضى، والتعليم المكثف بشأن مضادات التخثر من الأسباب التي ساهمت في تحسين معدلات النجاة لدى المرضى.