الخراج البارد — حالة نادرة في العصر الحالي لعلاج السل.

راجع طالب يبلغ من العمر 25 عامًا قسم الامراض الصدرية يعاني من حمى خفيفة، وسعال، وفقدان وزن قدره 3 كجم خلال الأشهر الثلاثة الماضية. لم يكن يعاني من الحساسية أو من المدخنين، ولم يكن يعاني من ضيق في التنفس، أو أزيز، أو أمراض جلدية، أو مفاصل، نفى وجود امراض في الغدة الدرقية أو سلوكيات جنسية عالية الخطورة. كان فحص الإنزيم المرتبط بالمناعة (ELISA) لفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) سلبيًا، وكانت نتيجة فحص البلغم لعصيات السل الحمضية (AFB) إيجابية لميكروب السل M. tuberculosis دون مقاومة للريفامبيسين. بدء علاج السل المكون من أربعة أدوية، مما أدى إلى تحسن الأعراض مثل السعال واستعادة الوزن.

بعد شهرين، عاد المريض مع ألم حاد وتورم في الإبط الأيمن، والذي بدأ فجأة واستمر التورم في الازدياد بشكل تدريجي على مدار 7 أيام، بعد الفحص، اتضح وجود تورم في الإبط الأيمن، وعند الجس، كان التورم ناعمًا وذو ملمس متذبذب، ولم يكن هناك تغيرات في الجلد. شخصت الحالة على أنها خراج بارد ناتج عن السل. كانت فحوصات الدم ووظائف الكبد طبيعية. تم الاشتباه في تناول غير منتظم للأدوية أو السل المقاوم للأدوية، لكن المريض أنكر تناول الأدوية بشكل غير منتظم، لهذا تم تحويله إلينا للاستمرار في العلاج.

بعد استقرار حالة المريض، أجريت الفحوصات الأساسية، وأظهر التصوير المقطعي للصدر وجود عدة تجمعات سوائل مع جدار سميك محسن بشكل واضح على طول الجدار الصدري الخلفي من الجانب الأيمن، تشمل بشكل رئيسي العضلة المنشارية اليمينية وعضلات جدار الصدر. امتد أكبر جيب من السوائل حوالي 12 سم في الاتجاه من الأعلى الى الأسفل بعرض 2.7 سم. لوحظ أن جيب السوائل/الخراج يمتد إلى مستوى قمة الرئة. وامتد هذا الجيب الأمامي الإنسي على طول الفراغ خارج الجنبة في الجانب الإنسي للضلع الثالث الأيمن. لم يُلاحظ أي تآكل واضح أو منطقة تحليلية في العظام المحيطة.

الإجراء الجراحي

نُقِل المريض إلى غرفة العمليات تحت التخدير العام. وُضع المريض في وضعية الجانب الأيمن. وباستخدام إبرة شوكية كبيرة، أُخِذَت عينة من الخراج لإجراء فحوصات ميكروبيولوجية. ثم فتح موقع الخراج وصُرِف. امتد الخراج في الجانب الخلفي الجانبي من جدار الصدر من الإبط إلى الحافة الجانبية للكتف. أغلق الجرح فوق المصارف. تعافى المريض بشكل جيد بعد العملية وخرج من المستشفى في اليوم السادس بعد الجراحة.

المناقشة

يعد نمو الخراج البارد نتيجة مهمة تدل على ضعف الاستجابة السريرية أو تدهور حالة المرضى الذين يتلقون علاج السل. يُلاحظ في حوالي 0.1% من حالات السل العضلي الهيكلي. يُشاهد عادةً خراج السل في جدار الصدر عند حواف القص أو على طول الأضلاع. تشمل الآليات الموصوفة انتشار الدم، والامتداد المباشر من التهاب العقد اللمفاوية في جدار الصدر، أو المعاملة غير المثلى لخراج السل في جدار الصدر والتهاب العظم والنقي في الأضلاع. يُعتقد أن الاستراتيجية المثلى لمنع التكرار هي الاستئصال الجراحي للأنسجة المصابة مع استمرار علاج السل.

السل الرئوي